Sunday, December 31, 2006

سلسلة مقالات وليد راشد - 1 و المقدمة


أتيت لكم اليوم بضيف جديد هو وليد راشد, أنا على ثقة من أن تواجده على مدونتي سوف يضيف لها الكثير لأنه من الشباب الموهوب و الطموح الذي يحب بلده "مهما عملوا", أترككم أولا مع المقدمة القصيرة التي أختار أن يقدم بها نفسه ثم مع أولى مقالاته التي سيتعاقب نشرها هنا بشكل أسبوعي .. كل يوم سبت, أتمنى أن تعجبكم بقدر ما أعجبتني و بانتظار تعليقاتكم و أنتقاداتكم, و أهلا و سهلا بك يا و ليد



مقدمة



لا أعلم إذا كان صحيحا أن أختار عنوان (حياتي)لمجموعه من المقالات الخاصة بي أم لا ؟ فهل لا بد أن يصل بي العمر أرذلة مثلا لكي يكون لدي حياة فيصبح عنوان (حياتي) هو المناسب؟؟؟

لكنني وجدت ولله الفضل أن حياتنا في مصر عامرة بالأحداث والفعاليات فلا يكاد يمر يوم واخر حتى تتجدد الأحداث... بإختصار الحياة عندنا في مصر دائما فوق صفيح ساخن...وعلى ذلك أصبح حالانا نحن المصريين (كلة بيكلم نفسة) وأصبحت دراما واقعنا المصري أبلغ بمراحل من دراما السينما والتلفزيون


لذلك قررت أن أنقل حديثي مع نفسي كتعليق على ما يجري في بر مصر المحروسة هنا ومعكم .لعل كل منا يخرج حوارة مع نفسة ونتبادل طرف الحوار.. وأتعرض معكم لمواقف هي شخصية بالدرجه الاولى ولكنها ترتبط كلا وجزءا وبطريقة مباشرة وغير مباشرة بالحياة المصرية ولذلك كانت هي ......(حياتي) ء





الرحيل
بقلم/ وليد راشد
Waleedrashed83@hotmail.com



كان لدي صديق طالب بكلية الطب بأحد الجامعات الحكومية المصرية واعلم أن هذا الصديق عاش عمرة كلة يذاكر ويجتهد ويكد ويتعب وفي حالة حلم مستمر بان يصل إلى أبواب كلية الطب يوما ما.. وبعد ان وصل إليها بسلام وامضى بها ثلاث سنوات كاملة ما بين سفرة من قريتة إلى كليتة وحيث تنتظرة أسرة بأكملها ليكون طبيب المستقبل وفجأة ولكي يطمئن قلبة وبدون أي مقدمات قرر هذا الطبيب المنتظر ترك كليتة نهائيا وليس فحسب إنما الهجرة نهائيا خارج بلده لا ليستكمل دراستة مثلا وإنما للهجرة عن مصر والعمل في اي شئ وكان القرار كا لصاعقة على كل من يعرفه


كل الغير طبيعي السابق ينتظرة ما هو أكثر منة غير طبيعي فتقدم ذلك الشاب لسفارة الدولة التي قرر الهجرة إليها لطلب فيزة السفر ولأننا نعامل كبشر أقل مما ينبغي أن يكون علية البشر فرفضت السفارة إعطائة فيزة السفر ولكن إصرار هذا الشاب على الرحيل عن مصر (وهذا ما كان يثير دهشتي وقتها )كان وراء لجوءة إلى حيلة تمكنة من السفر وهي السفر عن طريق جواز سفر خاص بشخص أخر من معتادي السفر إلى تلك الدولة وما كان علية إلا ان يستبدل صورتة بصورة صاحب جواز السفر الحقيقي وطبعا تمت تلك العملية بمعرفة خبير ذاك هو عملة


ولكنني بدات الحوار مع نفسي وطرح الاسئلة التي أود من خلالها فهم ماذا حدث؟؟ ولكنني سأجعل تلك الاسئلة في النهاية بعد ان اتوقف للحظات مع شئ أخر


وما كادت ان تمر تلك القصة مع قطار الحياة إلا واسمع خبر منذ أيام قليلة ..الخبر قديم جديد سخيف قل ما شئت ان تقول عنه..عموما مفادة ان السلطات الايطالية تنقذ نحو 645 مصري كانوا على وشك الموت المحقق!!!هؤلاء المصريون أرادوا التسلل داخلى الاراضي الايطالية بطريقة غير مشروعه..إلا ان الطريف وأقول بحق الطريف لأنة فعلا الطريف ان السلطات الإيطالية وجهت إتهامات مباشرة للحكومة المصرية بالتقصير في أداء واجبها في توعية مواطنيها!!!ء


وكأن السلطات الإيطالية لا تتصور تكرار مثل هذة الحوادث وان يكون من يقوم بها على علم بخطورتها...كذلك تتصور إيطاليا (لذلك قلت الطريف)ء


والأن أطرح كل التساؤلات لعلي أجد ضالتي عندكم


لماذا تلك الرغبة الجامحة في ترك مصر والرحيل عنها ؟ حتى الرحيل بشكل أعلم فية مدى خطورتة على حياتي ..لا أقصد بل إنة مماتي التام....حتى من يريد الرحيل يلجأ الى حيل وسبل تمكنة من مقصدة حتى ولو كانت النتيجه الاستغناء عن أسمة وهويتة نهائيا بلا رجعه....لماذا كل ذلك


فيا حضرة السيدة العجوز إيطاليا كل هؤلاء ال 645 مصري كانوا يعلمون تمام العلم انة الموت المحقق ولكنهم يختاورون الموت في مجرد محاولة للعبور إلى الحياة- من وجهة نظرهم-يختاورون كيف يموتون بدلا ان يحترقوا في قصر ثقافة او قطار مثلا..أو إلى تعذيب على يد امين شرطة مثلا عندما يكون ذاك الامين في خدمة الشعب..لم نعد نبحث عن كيف نعيش وإنما كيف نموت؟ ألم تكن تلك التي يرحل أبنائها عنها هي من يتمنى من غير ابنائها مجرد دخولها؟؟ ألم تكن تلك البلد التي قالوا فيها لو لم اكن... لوددت ان اكن؟؟...أم تكن من يتسابق غير المصريين من العرب ليتغنوا بإسمها ؟؟ألم تكن تلك هي (التي في خاطري وفي دمي)؟؟ ومن نادينها عليها (ونحلف بسماها وترابها)؟؟. أم يكن (نيلها هو دمي)؟؟


أعتقد أننا خدعنا فلا يمكن ان نكون نعيش الان في تلك التي هي كل ما سبق...نعم خدعنا فكيف هي مصر التي يتكلمون عنها وكيف هو الرحيل عنها...إنها معادلة لا أعرف إحداثياتها ولكنني في إطار بحثي عن الإجابات وقعت عيني على تلك الكلمات للشاعر أحمد حداد ( حفيد فؤاد حداد) وأعتقد ان فيها الاجابة أو أقول بعض الاجابة





سلملي ع الحـــلــوة وعلى غــنـــوة قــــالتــهــالي

فـاتت عـلـيـهـا ســــنين وتــاه اللـحــن من بــــالي

سلملي ع الصـــــحـبـة و ع الســـــهـيرة وفـلـوكة

مـاشـــية في وسط النيـــل تغني والمـــــزاج عالي

سلملي ع الحــــكايات من الجــــدات و ع البراويز

سلملي على ســـاعة العصارى وضـحكة العواجيز

سلملي على مكنة خـــياطة قـديمـــة في لاظوغلي

سلملي على طـبقين "كـريم كرامِّل" طـعمه لذيـــذ

ســكران و قلبي بالغـنـــــا والفــضــفــضــة والـع

ســكران ببـحـر إســـــكـنـدرية وســـرها البــــاتع

ســكران بليــل القــــــــاهـرة ... سـلّم وســمعـني

دقـة حـوافـر خـيل في عـز الليــل على الشـــارع