Saturday, March 15, 2008

هل تستطيع التوقف عن عبادة الشمس؟




أعرفها جيدا، تشبه زهرة عباد الشمس، مزدهرة و سعيدة دائما حتى و لو لم يكن هناك سبب واضح للشعور بالسعادة، تعلمت أن تبتسم مهما كان بداخلها من ألم و أحزان، تماما مثل راقصي الباليه، هؤلاء الذين يمتلكون القدرة على رسم ابتسامة صادقة على وجوههم بالرغم من كل المجهود العضلي الذي يستهلكهم، تماما هي مثلهم، لديها قدرة كبيرة على رسم الابتسامة الصادقة و بعث الأمل في كل من حولها حتى و إن كانت تعاني أشد الآلام إيلاما في العالم..


كلما نظرت إلى زهرة عباد الشمس تذكرتها، أرى زهرة عباد الشمس تسير وراء الشمس أينما ذهبت غير مكترثة بحدود الأرض و العمر و غياب الضمانات، و أراها هي تهرول وراء الحب بلا كلل أو ملل، أصابتها التجربة الأولى بصاعقة ظنت معها أنها فقدت قلبها للأبد، فقد آمنت لمن لا يؤتمن، و استسلمت لسفاح ذبحها دون رحمة ثم تسلى على أشلائها، أدهشتني حين رأيتها – و بعد كل ما حدث – تعيد ترميم قلبها استعدادا لاستقبال قصة حب جديد، تماما مثل زهرة عباد الشمس "المسكينة"، في كل صباح تسطع الشمس و تحرق وجهها، لكنها دائما ما تسامح و تستعيد قدرتها على اتباع الشمس من جديد، و التكيف مع آلام الحريق، لدرجة أنها تراه باعثا جيدا لشحنات السعادة التي تطفو على وجهها، فتمنحها ألوانها الجميلة المبهجة تلك.


أعرفها حق المعرفة، هي زهرة عباد شمس في صورة إنسان، لكن هل يا ترى ستنجح في ترميم قلبها و الإقبال على ذلك الحب الجديد الذي يملأها بالأمل و السعادة العميقة التي ربما تكون حقيقية؟ تشعر مع شمسها الجديدة بأمان شديد، لكنها في النهاية شمس و ربما تحرقها! من يضمن لها أنها لن تمر بنفس النهاية المؤلمة مرة أخرى؟ هي تعرف أن شمسها الجديدة، شمس حقيقية و ليست مجرد نجمة تدعي أنها شمسا، لكن الخوف من تكرار الفشل مازال يرهقها على الرغم من أنها تدرك جيدا أنها لم تخطئ في المرة الأولى! لكن على أي حال، مجرد وجودها بقرب شمسها الجديدة في حد ذاته يشعرها بأنها على قيد الحياة، بأنها تتنفس لدرجة الانتعاش، فلماذا تحرم نفسها من ذلك الاحساس إذا؟


إن قدرتها على الإستسلام للحب من جديد يعادل قدرة زهرة عباد الشمس على عبادة الشمس بالرغم من قسوتها... هذا رأيي عنها، فهل توافقوني الرأي؟