Sunday, July 20, 2008

مساء زهيد - محمد القدوسي


مساء زهيد

محمد القدوسي

خلال الشوارع كان

وتمرق عيناه منه

فلا يحتويه المكان

كما علمته الأقاحي

يكرر شيخوخة المفردات

على قلبه

مساء زهيد

......

خلال مساءٍ زهيدٍ رآها

وعند تبادل قلب بذكرى تعثر فيها

أنا موجةُ شاردة

فقال وضيعني النهرُ

منذ سنين يضيعني النهرُ

والموت حمضٌ

يذيب الصياغة و الأسئلة

أضاف

وجاء من الضحكات

يراهن أن فتاة تحب الزهور

وأن الطيور

تعلمت العشق من عاشقين

جميلين منذ الأزل

على رسله كان يلقي الكلام

على مهلها لو تصوغ الجمل

تراه على ظل لؤلؤة لا تغيب

إذا ضيعته البنايات كانت تعود إليه

لتعتب في لحظة مثقلة

وتعبس وهي تداويه من نزفها المستمر

.......

مساء زهيد

وبرد يديها حوار

حييا يعود إليها

يسيّج في كل زاوية وردة مهملة

وعند اختلاف التفاصيل.. كانت

تواصل بؤس الشرود

لتنسى أنوثتها العاجلة

فقد طرزته على ركبتيها وشاحا

وندت بغيم السواحل أطراف عينيه

باحت بما لم تكنه

وما لم يجده لديها

.....

مساء زهيد

وعيناه تلمسها

ثم ترتد عجلى و خجلى

أيحملها في جميع الفصول

وتقذفه كالحصى في الجداول؟

أتنساه.. حتى خواتيم قلبه؟

على كل حال رأته يحاول

فما رغبته سوى شفتيها – كلاماً –

وما ناولته سوى بردها المستمر

وكان الذي عرفته

غريبا على قطرات المطر

شحيحا كحبات رمانة ذابلة

نحيلا على واجهات الحوانيت

يمضي بلا أي معنى

أفي الشرفات مكان..

يراقب فيه الهواء ويسلو؟

أفي الشرفات؟ تذكّر

مازال في العمر متسع للبكاء

ومازال بين رماد التسكع

متسع لوجوه الشتاء

ومازال يقبل أن يتكرر هذا المساء

وكان نحيلا يمر

يحاول أن يفصل الذكريات عن الذكريات

يحاول أن يوجز المفردات

فقد شردته طيورا على صدرها

رمت سندياناً على رئتيه وقالت:

مساء زهيد