Sunday, November 09, 2008

داليا زيادة تلقي بتصريح خاص لمدونة الحرية اليوم وغدا





نقلا عن مدونة الحرية اليوم وغدا

شكرا جزيلا للأستاذ عبد الجليل حسين لعمل هذا الحوار معي



بعد ان قرأت افكارها من خلال مدونتها وبعد الحملات التى اثارها البعض ضدها بسبب عملها بمنظمة الكونجرس الاسلامى الامريكى ، وبعد اطروحاتها حول التسامح الانسانى والحوار العقلانى بين الاديان قررت من خلال مدونتى ان اتحاور معها وانشر الحوار التالى :



حضرتك خريجة اية ؟
أنا خريجة قسم اللغة الإنجليزية، بكلية الآداب – جامعة عين شمس.. يعني حاجة ما لهاش دعوى إطلاقا باللي أنا بعمله حاليا، لكن على كل حال أنا بقدم السنة دي على منحة ماجستير في السياسة و العلاقات الدولية، وإن شاء الله قريبا جدا هاخد الماجستير.

فى اى المجلات تعملين ؟
لقبي الرسمي هو مدير مكتب شمال أفريقيا لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي، لكن بعيدا عن الرسميات، فأنا أمارس مهنتي الأساسية (الترجمة) من خلال مركز سوفت كوبي للترجمة الذي أتولى مسئولية إدارته، وكذلك أعمل كمنسق إقليمي لبعض أعمال مؤسسة ثروة، وأيضا وأهم من كل ذلك فأنا ناشطة حقوقية وشاعرة.

ماذا كان شعورك عندما علمتى انك ستكوني مديرة اكبر منظمة اسلامية فى الشرق الاوسط ؟
حاجة تفرح طبعا، بس على فكرة هي مش أكبر منظمة إسلامية، إحنا حديثي النشأة إلى حد ما، منظمتنا (منظمة الكونجرس الإسلامي الأمريكي) بدأت شغلها في العالم كله عام 2001، وبدأت عملها في مصر منذ سنة واحدة فقط، يعني مش كتير، لكن على الرغم من كده لنا تأثير هائل، لأننا جميعا في المنظمة شباب ونعمل بحماس من أجل خدمة قضايا حقوق الإنسان في العالم الإسلامي بالكامل. وكان أهم إنجاز حققناه مؤخرا على سبيل المثال هو نجاحنا في الضغط على الرئيس اليمني للعفو عن الصحفي اليمني عبد الكريم الخيواني والإفراج عنه... نرجع لسؤالك سريعا، هو أكيد طبعا حصولي على المنصب ده في سني ده شيء مش بس يفرح؟ ده يطير العقل، مش لأنه منصب فقط، ولكن لأنه سيمنحني فرصة أكبر لتفعيل دوري كناشطة حقوقية وسيعطيني قوة أكبر للدفاع عن القضايا التي وهبت حياتي لها.

ماشعورك عندما سافرتى الى اميركا وعلى حسب علمى انها كانت دى اول مرة ؟
أجمل حاجة في سفرية أمريكا الأخيرة زي ما أنت قلت إنها كانت المرة الأولى لي على الإطلاق أسافر هناك، طول عمري كنت باحلم بأمريكا ونفسي أعرف الناس هناك عايشة أزاي وبتعمل أيه؟ أنا بحب السينما جدا، وبتفرج على الأفلام الأمريكية كتير جدا، عشان كده كان عندي شغف كبير إني أشوف حياتهم على الطبيعة. كان شعور رائع لما تلاقي أحلامك بتتحقق قدامك قبل حتى ما تقرر إنك تحققها، وفوق ده كله، كانت سعادتي أكبر عندما وصلت هناك وكان أول ما أراه كروت دعوة و منشورات عليها صورتي بتدعو الناس لحضور الندوة التي ألقيتها في جامعة هارفرد حول حقوق المرأة في العالم الإسلامي، حسيت ساعتها إن عملي له مردود وإني مش بشتغل في الهوا.. الحمد لله بجد! وغير كده كمان أنا قابلت شخصيات سياسية كبيرة ونشطاء حقوقيين وتمت دعوتي لزيارة عدة جمعيات ومؤسسات حكومية وغير حكومية. بس أقولك على حاجة؟ زيارتي لأمريكا لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على حبي لمصر، ولم تجعلني أرغب مطلقا في أن أتحول من مواطنة مصرية إلى مواطنة أمريكية كما يتمنى البعض؟ على العكس، زيارتي لأمريكا خلتني أعرف قيمة مصر، قيمة إنك تكبر وسط أب وأم بيخافوا عليك وعندهم استعداد يموتوا نفسهم علشان يسعدوك، قيمة إنك تحب ربنا وتكون فاكره بقلبك وعقلك طول الوقت، الأمريكان للأسف أغلبهم غير متدين، وكمان قيمة الحضارة اللي عندنا، تخيل لو عندهم مبنى عمره 100 سنة فقط بيعتبروه أثر ومزار سياحي؟ لكن أحنا عندنا حضارة عمرها آلاف السنين، يعني أيه الأحسن؟ أقول أنا داليا المصرية بنت حضارة آلاف السنين؟ ولا أقول أنا داليا بنت حضارة عشرة عشرين مائة سنة؟ صحيح إننا بنفتقد الديمقراطية والحرية اللي الأمريكان بيتمتعوا بيها في بلادهم بفضل التنوع الثقافي الكبير هناك، لكن والله العظيم ده مش صعب يتحقق في بلادنا، الديمقراطية والحريات مش أشياء مستحيلة، لكن ممكنة جدا، وسهل تحقيقها لو أردنا ذلك.

ما هى الامنيات التى كنت تتمنيها ان تتحقق وحصل العكس ؟
الحمد لله ما فيش حاجة اتمنيتها وما حققتهاش، كل حاجة حلمت بيها حققتها وقبل التوقيت اللي أنا كنت محدداه كمان، الحمد لله عمري ما طلبت من ربنا – سبحانه وتعالي – حاجة إلا وحققها لي. لدرجة إني من حوالي شهر تقريبا بدأت أضع سلسلة جديدة من الأحلام للعمل على تحقيقها في السنوات القادمة إن شاء الله، ومنها مثلا الحصول على الدكتوراة في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، ونشر ديوان الشعر الأول لي، وكتابة سيناريو أول فيلم. هذا إلى جانب الاستمرار في الأنشطة التي أقوم بها حاليا.

ماذا حصل معكى فى حايتك ولم تتوقعيه ؟
موت أبويا – الله يرحمه – في سنة 2004، كنت عارفة إن فيه حاجة اسمها موت، بس ما كنتش أبدا أتخيل إنه ممكن يحصل لحد من عيلتي، ما كنتش متخيلة إنه مؤلم للدرجة دي.. موت والدي هو الحاجة الوحيدة اللي ما كنتش أتمنى إنها تحصل أبدا وما كنتش متوقعاها على الإطلاق إنه يموت في سن صغير كده... الله يرحمه.

عملت اية مع الناس لما قالوم داليا زيادة عميلة لامريكا ؟
الأول دمي أتحرق وأكتئبت وبعد كده بقيت أضحك، لأنها فعلا حاجة تضحك، عميلة لأمريكا بين يوم وليلة.. فجأة كده؟ يعني أمبارح كنت صاحبتكم والنهاردة الصبح بقيت عمليه لمجرد إن منظمة أمريكية غير حكومية اختارتني لأني أتولى منصب مهم؟ أعتقد إن أغلب الكلام كان نابع من حقد وغيرة، وبعضه كان له علاقة بمصالح أنا رفضت أحققها لناس معينة معلش سامحني مش هاقدر أقولها دلوقتي.. يعني في الآخر أنا لا يشوبني شيء، واللي عنده إثبات على إني عميلة يتفضل يقدمه، يعني مثلا صور ليا في السي أي أيه أو لو لقيتم في بيتي مثلا جهاز الشفرات بتاع رأفت الهجان ده... ههههههه يعني أي دليل وأنا مش هاتكلم، لكن اللي ما عندوش دليل يسكت أحسن، أو يتكلم أنا مش هاحجر على حرية حد، في النهاية على رأي ياسر عرفات – الله يرحمه – "يا جبل ما يهزك ريح!" وبعدين صدقني أنا بفرح لما الناس تتكلم عني، حتى لو بالشتيمة، حتى لو بالاتهامات الساذجة دي بتاعت عميلة أمريكا والألفاظ اللي المصريين بيستخدموها من أيام الحرب العالمية كل ما يحبوا يشوهوا سمعة حد، عارف ليه؟ لأن الكلام بيزيدني شهرة، وأنا بحب الشهرة، وبيخليني عندي إصرار أكبر على إني أتحدى كلامهم وأثبت إني أكبر وأهم منه.

وهل كان لة تاثير فى حياتك الشخصية والعملية ؟
أه طبعا كان له تأثير، كفاية خوف ماما عليا، وزعل أخواتي من الكلام اللي اتنشر عني في بعض الجرايد والمواقع اللي رجعت بعد كده مجدتني على أني مثال للشباب الناجح في مصر.... بجد بجد شر البلية ما يضحك! عموما، التأثير على حياتي الشخصية لم يتجاوز نطاق مشاعر الخوف والقلق من أهلي عليا والحمد لله ده قدرنا نتجاوزه دلوقتي.

داليا زيادة حبت فى حياتها ولا مفيش عندها وقت للحب ؟
آه طبعا.. أنا دلوقتي عايشة قصة حب خرافية مع أربع أشخاص (أمي وأخواتي الثلاثة)... هههههههه، لا بقى كلام بجد؟ أنا أكيد طبعا حبيت، ما فيش حاجة اسمها ما فيش وقت للحب، بالعكس الحب أجمل شيء في الدنيا، ما حبيتش في حياتي غير مرة واحدة بس، أنا في النهاية بنت زي كل البنات، لكن أنا مشكلتي كانت إني أسأت الإختيار، غلطت، حبيت الشخص الغلط، أستغلني واستغل علاقاتي وكبر على حسابي، وأخد فلوسي كمان ورجعتها منه بطلوع الروح، بس عموما أتعلمت وأكيد مش هاوقع نفسي في الغلطة دي تاني، واختياراتي القادمة في موضوع الحب ده تحديدا هتكون محسوبة كويس جدا، بس أنا عاوزة أقولك على حاجة هي كلمة حكمة اتعلمتها من بنت عمرها 8 سنين، وهي إن الإنسان لو ما عرفش يحب نفسه مش هيعرف يحب حد، وأنا كنت دايما بدي لكل الناس الأولوية على نفسي، لكن أقدر أقولك بعد حوالي 8 أو 9 شهور أتفرغت فيها لحب نفسي أولا ثم أمي وأخوتي ثانيا، أصبحت حياتي أكثر سعادة.

ما امنيتك فى الحياة؟ وما هى اكثر امنية تتمنيها لمصر وشعبها؟
أمنيتي القصوى في الحياة على المستوى الشخصي إني أفوز بجائزة نوبل للسلام عن عمل عظيم أكون قدرت بيه أحقق حاجة كبيرة أوي لمصر، وإني أخلف بنت – مش ولد! أما أمنيتي لمصر إنها تبقى مصر اللي كتب التاريخ كلها بتحكي عنها، أكبر بلد في الكون زي ما كنت دايما بتخيلها وأنا صغيرة، مش مجرد بقايا لمجد كان وخلص بسبب إننا مش قادرين نحافظ عليه! أما أمنيتي لشعب مصر هي إنهم يفوقوا بقى، يبصوا لقدام ويبطلوا يبصوا تحت رجليهم، يبقى عندهم طموح في بكره أجمل ويعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يحققوا بكره السعيد ده. يبطلوا الهتاف والصراخ من دون فعل حقيقي، و زي ما قلت قبل كده ده مش صعب على الإطلاق. كل اللي مطلوب إننا نؤمن بقضيتنا ويبقى الكفاح من أجل الإصلاح عندنا مسألة حياة أو موت.

كلمة منك لمدونة الحرية اليوم وغدا ؟
أحب عملكم جدا وأتابعه باستمرار وأتمنى أن تستمروا على هذا النهج دائما.

شكرا استاذه داليا ،،،،،،،
العفو يا أستاذ عبد الجليل وأنا كنت سعيدة جدا بالحوار ده وأتمنى أكون قدرت أجاوب على كل ما يشغلكم.



انتهى الحوار ويتبقى التعليقات خاصة وان هناك مايمكن البدأ فى مناقشة حوله على صفحات المدونة مثل : المطلوب ..إصلاح.. أم تغيير ؟؟ الهتاف والصراخ وقولة آى بصوت عالى هل هو نظرة تحت الاقدام أم انها خطوات من أجل كسر حاجز الخوف والتقدم نحو الوعى العام بالحق فى انتزاع الحرية والديمقراطية التى ستؤدى حتما للتغيير .... الخ ..... .