Thursday, September 01, 2016

عن حب النفس في مجتمع يعتبر الحب ذنب



تندم على حاجة عملتها لأنك بتحبها، أحسن من إنك تندم على حاجة كان نفسك تعملها وعارف إنها هتسعدك وما عملتهاش. دي واحدة من الدروس ال علمتها لي الحياة، ما فيش أي مبرر يخلينا نضحي بسعادتنا علشان نرضي المجتمع المحيط، إلا إننا نكون بنكره نفسنا. 

إحنا اتخلقنا في مجتمعات متحجرة الفكر وضيقة الأفق، واتربينا على إن الناس طيب وشرير، والتصرفات إما غلط أو صح، وما فيش حاجة بينهم، ما فيش احتياجات إنسانية ممكن تكون خارج إطار الصح والغلط أصلاً ومش من حق المجتمع يحط لك قواعد بشأنها. واتربينا على إن حب النفس وإسعادها أسمه أنانية، والأنانية صفة تخليك في خانة الأشرار بتاعت المجتمع، وبالتالي بنقضي عمرنا كله بنحاول نحقق أعلى سكوور ممكن في خانة الطيبين علشان المجتمع يرضى عننا، ونوهم نفسنا كده إننا حقنا حاجة، حتى لو كان ده على حساب نفسنا. لغاية ما تيجي النهاية، نهاية عمرنا، ونكتشف إننا عشنا كل ال فات بنيجي على نفسنا واحتياجاتنا وسعادتنا علشان بس نفضل طيبين في نظر المجتمع. 

ولو يوم فكرت تتمرد على الوضع ده وتعمل حاجة بتحبها علشان نفسك والمجتمع غير راضي عنها، تلاقي نفسك غرقان في دوامة من الشعور بالذنب. مع إن المفروض الحاجة الوحيدة ال تخليك تحس بالذنب هي إنك تفشل في إسعاد نفسك. 

أنا شوفت ناس بتحس بالذنب لمجرد إنها أكلت أكلة بتحبها، ولم تسأل ليه كده ما حدش هيقولك علشان بحافظ على صحتي مثلاً لكن دايماً الرد بيكون علشان يفضل شكلي حلو في عين الناس! 

شوفت ستات بتحس بالذنب لما ينجحوا علشان جوزها مش ناجح زيها، وده كده هيخلي شكلهم الاجتماعي مش ظريف لأن مجتمعنا بيقول الست لازم تفضل أقل درجة من الراجل.  

شوفت ناس تيجي فرص الحب الحقيقي في طريقهم ويدوسوا عليه برجليهم، بدل ما يشكروا ربنا على نعمة كبيرة ملايين غيرهم بيتمنوا يعيشوها ولو يوم واحد في حياتهم، بس علشان المجتمع مش هيكون راضي عن سعادتهم بالحب ده، فبيفضّلوا التعاسة لأنها بتحسسهم إنهم ضحية، والإحساس إنك ضحية أسهل من  تحملك مسئولية إسعاد نفسك.

 لغاية إمتى هتفضل تكره نفسك وتيجي على سعادتك علشان تحافظ على قواعد عبثية وضعها من سبقونا إلى هذا المجتمع؟ مين قال إن القواعد دي هي الصح وإنك مطالب بالالتزام بيها من أساسه. 

على سرير الموت، مش هتقول لنفسك أنا كنت شاطر أوي علشان قدرت أقمع نفسي وما حبيتهاش، ما حدش هيجي يقولك شكراً لأنك جيت على نفسك وضحيت بسعادتك علشاني. الحاجة الوحيدة ال هاتندم عليها أشد الندم هي الفرص ال كان ممكن تدوق فيها طعم السعادة بجد وضيعتها علشان ترضي غيرك، وفقاً لقواعد ما كانش مطلوب منك تلتزم بيها أصلاً!